wad m'zab
*عاداتنا و تقاليدنا*
"إن التقاليد و العادات ببلاد مزاب تختلف عن غيرها من البلاد ، فلكلٍّ صبغة ووجهة و هدف ، إنها في وادي مزاب مطبوعة بطابع الدين الخالص ، بحيث لا يتسرب إليه تدجيل أو حذلقة أو تصوف مقيت أو جمود أو تزمّت عائق عن العادة النفسية ، و العمل لحياة مشرفة نظيفة بلا وقوف على ركن الرجعيات البالية و هجنة التقاليد المشوبة بالشعوذة ، و الإستسلام للتوكل الأجوف و العبادة الجافة البعيدة عن معاني الروح " * حمو عيسى النوري*
تقاليد المزابيين تتميز بالإعتدال ، فلاهي متشددة جامدة ، و لاهي فاسدة متأثرة بالغربيين ، نعرض لكم هنا بعض تقاليد و مناسبات المزابيين
الأعراس
تقام الأعراس في دار عشيرة الزوج ، و تتسم أعراس المزابيين ، بأنها خالية تماما من الاختلاط بين النساء و الرجال، و أنها خالية من الانزلاقات الشرعية ، الذي تتصف به الكثير من الأعراس في العالم الإسلامي للأسف ، كما أن أعراس المزابيين تكون جماعية دائما ، و هذا لرفع الحرج عن الفقراء من العرسان في تحمل مشقة نفقات العرس
المنسوجات التقليدية
تنسج المزابيات نوعا جميلا من الزرابي ، و هو قديم ، كانت قديما تُنسج من وبر الجمال ، أو صوف الغنم ، ثم اقتصر نسجها على الصوف ، و تنسج الزرابي المزابية على المنسج التقليدي المزابي ، و تتعلم البنات النسج عليه في سن مبكرة . يغلب على الزرابي المزابية اللون الأحمر القاني المائل إلى البني و ترسم فوقه أشكال و رموز أمازيغية ذات أبعاد تاريخية و ثقافية و تراثية مختلفة ، وهذا هو النوع السائد بمْزاب .تقام لهذه الزربية في مزاب ، أعياد و مهرجانات خاصة ، إلى اليوم ، أشهرها : مهرجان الربيع للزربية المزابية بتغردايت ، و يقام كل عام بسوق المدينة
اللباس التقليدي
إن أهم ما جعل الشعب المزابي الأصيل يظهر أمام باقي الشعوب هو تلك المجموعة من المميزات التي لا يمتلكها سواه ، و منها بضع الخصائص الرئيسية التي ما فتئ المزابيون يدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة ضد تيارات الغرب المفسدة ، و من مظاهر تمسك المزابيين بأصالتهم ، لباسهم التقليدي ، و الذي يواظب المزابيون على ارتدائه إلى يومنا هذا سواء في المناسبات أو غيرها ، و عادة ما يعتبر من لم يلتزم بهذا اللباس في مزاب غريبا و شاذّا عن المزابيين و لو كان مزابيا .و هذا الإلتزام إن دل على شيء ، فإنما يدل على الروح المزابية الإسلامية الأصيلة ، التي تأبى إلا المحافظة على الأصالة العريقة و الوحدة و الأخوة التي يلتزم بها المزابيون ، إذ أن ارتداء جميع المزابيين لباسا واحدا ، بحيث لا يتميز غنيهم عن فقيرهم ، يدل على روح الوحدة و الأخوة و أنهم طبقوا حقا قول الله تعالى : " و اعتصموا بحبل الله جميعا و لاتفرقوا " و يدل على أنهم رفضوا تماما التيارات الغربية المنضوية تحت اسم : ( العولمة ) ، التي فسخت الشباب الإسلامي تماما إناثا و ذكورا للأسف الشديد . يتكون اللباس المزابي التقليدي من سروال مترابط غير مفصل على الرجلين و هو منتشر في بوادي مصر و الشام ، و طاقية بيضاء تطبيقا لسنة الرسول (ص) في تغطية الرأس ، و هناك كذلك القميص المزابي المعروف بـ : تاجربيت ، و قد تقلص استعماله إلى المناسبات . يكون سروال أبيضا في المناسبات و الأعياد و أوقات الصلاة و الإجتماعات ، أما في وقت العمل ، فيرتدي المزابيون سروالا ملونا حفاظا على النظافة , و لا ينزعون الطاقية . في أوقات الصلاة يرتدي المزابيون اللباس السابق ذكره ، و يرتدون فوقه جبة بيضاء تعبر مرة أخرى على اتحاد المزابيين ، و لايدخل مزابي المسجد عادة دون جبة بيضاء . أما النساء ، فهن يرتدين جميعا لباسا موحدا ، عبارة عن قطعة قماش كبيرة تلفها المرأة حول جسمها كله ، بحيث لايظهر منها شيء ، و لا تترك إلا فتحة صغيرة حول العين لترى بها ، في صورة مميزة لتطبيق التعاليم الإسلامية . لعل البعض يظن أن فرض اللباس الشرعي المحتشم على النساء جمود و جفاف ديني من المزابيين ، إنما هو اتباع لتعاليم الدين الحنيف بحذافيره ، دون أي مزايدة ، كما أمر ربنا عز و جل
لماذا الأبيض ؟ :
يرتدي المزابيون الأبيض لأنه هو الذي حبّب إليه الرسول (ص) في قوله : " عليكم بالبياض ، ألبسوه أحياءكم ، وكفنوا به أمواتكم "
كما أن الأبيض جميل من أصله ، لأنه لونه التفاؤل و الخير لدى كثير من المجتمعات ، و الله يأمرنا بالزينة في المسجد في محكم آياته ، إذ يقول : " خذوا زينتكم عند كل مسجد " ، و لا يخفى على أحد أن الزينة تكون باللباس الأبيض الجميل ، ثم أن اللون الأبيض سريع التأثر بالألوان ، فإذا ما أصابته نجاسة سهلت رؤيتها و التعرف عليها