wad m'zab

*الفن المعماري المزابي*


يعتبر الفن المعماري المزابي من أهم المظاهر الحضارية لهذه المنطقة ، و هو جزء لا يتجزأ من الفن المعماري الأمازيغي الإسلامي عامة ، نظرا لأنه يشترك في عدة خصائص مع المعمار الشمال-إفريقي و الإسلامي ، و إن ما جذب العيون و العقول لعدة عقود لدراسة خصائص " ظاهرة مْزاب " ، هو ذاك التأثير الواضح للتعاليم الإسلامية و الإجتماعية على هذا الفن بمْزاب ، إن وفاء المزابيين لتعاليم الدين و القرآن الكريم ، قد امتد حتى إلى عمارتهم ، فظهرت تأثيراتها في مساكنهم و قصورهم ، في صورة رائعة للإستغلال الأمثل للطبيعة ، دون تبذير ، إذ تستعمل كل مادة لغرض معين مع الإحتفاظ بالشكل الجمالي ، نقدم لكم هنا عرضا موجزا لأهم خصائص المعمار المـِـزابي التقليدي ، مع الإشارة أن هذا النسق قد تغير  إلى حد بعيد في المساكن المزابية الحديثة  ( منذ ستينات القرن العشرين تقريبا ) ، مع الحفاظ على المكونات الرئيسية للمسكن المِزابي 

 المدينة 
إن المدينة المزابية قد خضعت في تخطيطها إلى قواعد المدينة الإسلامية و الشمال-إفريقية عموما ، باعتبار المزابيين من أعرق شعوب الشمال الإفريقي ، أول ما يهتم به المِـزابيون ، كان الموقع ، إذ كانوا  يختارون لها موقعا مراعين في ذلك قدرة المدينة على الدفاع ضد المغيرين ، و وقايتها من فيضانات الأودية ، و الحفاظ على الأراضي الزراعية ذات التربة الطيبة ، و إن أول ما يشد انتباه الملاحظ للمدن المزابية الحديثة ( إبتداءا من تجنينت و انتهاءا بتيـﭭْـرار ) ، توضّعها على روابٍ ( هضبات ) ، و هذا لا ينطبق على المدن المزابية القديمة  . و يرجع سبب ذلك للظروف الأمنية الصعبة التي عاشها المزابيون في ذلك الوقت ، إذ كانت بلادهم تقع في منطقة جيرانها لا يُـؤتمنون ، إذ كانوا لا يعتمدون سوى على النهب و السلب في حياتهم ، و قد فصّل الشيخ علي يحيى معمر في هذا الموضوع في كتابه : الإباضية في موكب التاريخ
في أعلى تلك الربوة ، يتوضع المسجد ،  و اختيار المِـزابيين هذا الموقع لإقامة المسجد لدليل على أهميته لهم ، إذ يشكل النواة المركزية و الروحية للقصر ، نظرا لوظائفه المتعددة ، فهو بجانب وظيفته الدينية ، يلعب دور قاعة الإجتماعات الهامة و المركز العلمي للمدينة  و مخزن المؤن ، و المركز الدفاعي للمدينة ، إذ نجده في المدن المزابية محصنا و يصعب الوصول إليه ، و يعتبر مسجد آت بونور من أحصن المساجد المزابية .بجانب المسجد ، تتدرج المساكن متلاصقة متلاحمة لا يعلو واحد على آخر على امتداد الربوة ، حتى تنتهي بمجموعة أبراج دفاعية و سور مُـحصّـن يحيط بكامل المدينة  .غالبا ما كان السور يتكون من ظهور منازل لا تفتح أبوابها إلا إلى الداخل ، أما في الإمتدادات الأخيرة للمدن المزابية ، أصبح بعضها يتمتع بأسوار مستقلة عن المنازل ، بينها و بين هذه الأسوار شارع عريض ، و يكون السور عادة سميكا من الأسفل و يتناقص هذا السمك كلما علا السور . ذلك هو الحال بالنسبة لآت ايزجن ، المدينة المِـزابية الوحيدة التي لازالت تحافظ على سورها كاملا ، حيث يبلغ طوله : 2500 متر ، و ارتفاعه حوالي 3 أمتار ، يختلف ارتفاع السور حسب موقعه ، حيث يكون مرتفعا في المنطقة المستوية أسفل الهضبة ، بينما يقل ارتفاعه في المناطق الشديدة الإنحدار منها ، و يتخلل السور فتحات للرماية ضيقة من الخارج و واسعة من الداخل ، حتى يتسنى لأهل القصر النظر إلى الخارج ، بينما يصعب للغرباء التجسس إلى الداخل

Picture
Picture

أما الأزقة ، فهي عادة ذات ثلاثة أذرع عرضا ، روعي في عرضها أقل ما يكفي لتلاقي دابتين ، و لتمرير جنازة ، كما روعي في تخطيطها مقاومة الرياح و الزوابع الرملية ، و التقليل من مدة إشعاع الشمس أيام الحر ، و الإعتدال في انحدارها بحيث يمكن للسكان استعمال الدواب للتنقل و النقل .كما نلاحظ تسقيف بعض الطرقات ، وهذا لأهداف دفاعية ، منها أن العدو الراكب ، إذا تمكن من دخول المدينة ، فإنه لا يستطيع الوصول إلى المسجد ، قلبها و مركز قيادتها ، و مستودع  الذخيرة و المؤن ، كما أن هذه التسقيفات ، تمكّن أهل المدينة من التنقل على السطوح من حي إلى حي ، دون اللجوء إلى الأزقة ، و ربما كان الداعي لهذه التسقيفات كذلك ، الحصول على المزيد من الظل صيفا ، و الوقاية من الرياح و الزوابع الرملية

Picture

ضيق الأزقة

Picture

الأزقة المسقفة

Picture

التخطيط العام للمدينة المزابية و إنسياب الأزقة بين البيوت في تيـﭭـرار 

و هناك بعض الشوارع أكثر عرضا من غيرها، مزودة بمقاعد مبنية ، كانت قديما أسواقا للمدينة ، حيث أن المدن المزابية مرت بمجموعة من التوسعات على مدى تاريخها ، فرضها التزايد الديمغرافي للمدن ، و كان المزابيون في كل توسعة ينشئون سوقا و سورا و أبراجا جديدة للمدينة .و من أول اهتمامات المنشئين للمدينة كذلك ، حفر البئر العمومية ، التي لا يمكن تصور الحياة بدونها ، ثم تتلو هذه البئر آبار أخرى كلما امتد العمران . و الجدير بالذكر أن عملية الحفر هذه ليست بسهلة ، إذ تتم في الصخر ( في جميع المدن باستثناء تيـﭭْـرار ) ، و على عمق قد يزيد على سبعين مترا ، و بالوسائل التقليدية .يراعى في مساجد مْـزاب البساطة و التقشف و الإبتعاد عن كل ما قد يشغل المصلي عن الخشوع في عبادته  ، حتى المحراب فإنه خال من أي زخرفة ، حتى في المساجد المبنية حديثا ، و هذا التزاما بتعاليم الشرع الإسلامي ، و من أهم مميزات المسجد المزابي ، المئذنة ، التي يتخذها المزابيون عادة رمزا لهم نظرا لتميزها ، إن المئذنة المزابية من أهم ابداعات المهندس المزابي و قد استطاع أن يصدر شكلها  إلى عدة مناطق في الشمال الإفريقي  ، حتى المناطق الشمالية للنيجر و مالي ، تنتصب المئذنة على شكل هرمي مقطوع ذي قاعدة مربعة ، على سبيل المثال فإن مئذنة تغردايت  بها 122 درجة ، علوها 22 مترا ، عرض قاعدتها 6 أمتار ، و عرض أعلاها متران ، سمك جدرانها يتناقص من متر واحد إلى 30 سم . و بجانب المسجد تقع الميضأة و محاضر تعليم الصبيان ، و فوقه المخازن و السطح و مقر إجتماعات العزابة الذي يسمى تامنايت .و تختلف مساحة و أهمية السطح من مدينة لأخرى ، حيث يعتبر سطح مسجد تيـﭭْـرار من أوسعها ، مما أكسبه أهمية و وظائف أكثر ، حيث يستقبل جموع المصلين في الأيام الصيفية الحارة ، في صلوات  الفجر و المغرب و العشاء

Picture

مئذنة مزابية في آت بونور

Picture

بساطة المساجد

أما السوق ، فقد زادت مساحتها لتصبح ساحة واسعة ، بعد أن كانت شارعا في الأنسجة المبدئية للمدن المزابية ، كما تطورت وظيفتها الإجتماعية ، إذ كانت أول الأمر مكانا لتبادل المنتجات بين أهل المدينة ، و بينهم و بين قوافل البدو التي تقصد التجمعات السكنية للتجارة ، ثم أصبحت بعد ذلك  تؤدي وظيفة إجتماعية أساسية ، إذ هي المكان العمومي الوحيد بعد المسجد ، الذي يمكن لأهل البلدة أن يجتمعوا فيه ، و يتبادلوا الأخبار ، و يتفقدوا أحوالهم يوميا ، و يستريحوا من تعب العمل ، بالإضافة إلى ممارستهم البيع و الشراء . تختلف أشكال مساحات الأسواق ،  فإذا كانت سوق آت ايزجن غير منتظمة الشكل  تحيط بها مقاعد مبنية ، فإن سوق تغردايت مستطيلة تحيط بها 98 قوسا متفاوتة الأبعاد ، طولها 75 مترا ، و عرضها 44 مترا

Picture

ساحة سوق آت ايزجن

المنازل
المنزل هو العنصر الثاني في العمارة المزابية ،  و هو العنصر الذي يظهر فيه خضوع المعمار المزابي بشكل كامل للتعاليم الإسلامية السّمحة ، حيث سنوضح خصائص المسكن المزابي التقليدي بصفة عامة دون تفصيل  . المنازل المزابية التقليدية كثيرة التشابه ، مساحتها لا تتجاوز 100 متر مربع عادة ، تشتمل على طابقين و سطح ، و طابق تحت أرضي . أول ما يُـلاحظ عند مدخل المنزل هو العتبة ، و هي درجة صخرية متوضعة عند مدخل المنزل قبل الباب ،  يبلغ ارتفاعها حوالي عشرة سنتيمترات ، هذه العتبة تقي الدار من دخول الأتربة الرملية ، و مياه الأمطار ، و الحشرات الضارة و خروج الهواء البارد أيام الحر الشديد ، يبقى باب المدخل عادة مفتوحا طول النهار ، إلا أن المار في الشارع لا يستطيع مع ذلك رؤية ما بداخل الدار ، نظرا لتصميم المدخل الذي هو عبارة عن رواق صغير ينتهي بحائط مقابل ، ليُـكَوّن المدخل إلى وسط الدار منعرجا . عند تجاوز المدخل الثاني تجد نفسك في رواق يسمى سقيفة ، به مقعد حجري منخفض بُنيّ للجلوس أمام المنسج صيفا ، و رَحَى تثبت في أحد زواياه لطحن الحبوب ، و الجدير بالذكر أن المنزل المزابي لا يحتوي على أثاث عادة ، حيث يكون أثاث البيت مبنيا . من هذا الرواق تنقل مباشرة إلى وسط الدار المضاء بواسطة فتحة ( شـبّاك ) تصل الطابق الأرضي بالطابق الأول ( السطحي ) ، منها تنزل أشعة لشمس و يجدد الهواء ، و تعتبر هذه الفتحة بديلا عن النوافذ ، إذ أن المسكن المزابي يعتمد على الإضاءة العلوية ، و نادرا ما يحتوي على نوافذ ، و إن وُجدت ففي الطابق السطحي ، و تكون عبارة عن فتحة صغيرة في الحائط . تُصَمـّم فتحات التهوية و الإضاءة بطريقة تجعل الساكن يستفيد لأطول وقت ممكن من أشعة الشمس ، خاصة شتاءًا  . تعتبر غرفة استقبال النساء " تيزفْري "   أنسب موقع للجلوس حول وسط الدار ، هذه القاعة التي لا تكاد تخلو منها دار مزابية ، هي عبارة عن غرفة لها مدخل عريض نوعا ما ، لكنه بدون باب ،  متجه نحو القبلة أو نحو المغرب للإستفادة أكثر من الضوء الطبيعي ، غدوا و أصيلا . هذه القاعة لها دوران رئيسيان : أولهما إقامة المنسج الذي تصنع به الفرش و الملابس الصوفية ، ثانيهما أنها غرفة الأكل و سمر العائلة و استقبال النساء  . المطبخ فضاء صغير مفتوح على أحد جوانب وسط الدار ، و لا تكون له غرفة مخصصة عادة ، و يتكون من موقد حجري متصل بفتحة تهوية إلى السطح ، و تعلوه رفوف و أوتاد و بعض الكوات التي تستعمل لوضع لوازم و أواني الطبخ .و يكون المطبخ ضمن وسط الدار بحيث لا تحس الجالسة أمام الموقد أنها في معزل عن باقي نساء الدار . في إحدى جوانب وسط الدار ، يقع مدخل غرفة النوم الخاصة بربة البيت ، و بجانبه تقع عادة طاولة مبنية تحتها أواني الماء العذب و ماء الغسل . بجانب مدخل وسط الدار ، نجد مطهرة و مرحاضا إلى جانبه مكان لربط المعزة التي تستر ما تبقى من فضلات الطعام ، و تجود بما تيسر من الحليب . هذه المعزة كانت تنطلق كل صباح ( إلى وقت غير بعيد ) إلى حيث تتجمع فيه مع قطيع البلدة ، أين ينتظرها الراعي ، يخرج به في الشعب القريبة ، ليعود به بعد العصر إلى مدخل البلدة ، أين يفترق و تتجه كل معزة إلى دارها ، معتمدة على ذاكرتها التي لاتخطئ عادة .هذا فيما يخص الطابق الأرضي ، و هو مخصص لاستقبال النساء نهارا عادة ، أما الطابق الأول ، و هو الطابق السطحي ، فيصعد إليه من مدخلين : الأول من أدراج تنطلق من وسط الدار تقع بجانبها عادة غرفة صغيرة لحفظ المؤونة و الأغذية ، و الثاني  عن طريق حجرة صغيرة  داخلها أدراج تقود إلى قاعة استقبال الضيوف الخاصة بالرجال في الطابق الأول ، هذه الأدراج المستقلة عن وسط الدار تجعل حركة الرجال ممكنة من الطابق الأول إلى الخارج بدون إحراج النساء غير المحارم ، بقاعة الإستقبال المسماة " لَعْلِي " أو " ادْوِيـريتْ " نافذة متوسطة الحجم نلاحظها من الشارع فوق باب الدار .تحيط بالطابق الأول  من بعض جوانبه غرف للنوم ، علاوة على غرفة الإستقبال الخاصة بالرجال التي لها باب إلى وسط هذا الطابق ، الباقي من هذا الطابق فضاء نصفه مسقف و نصفه مفتوح إلى السماء ، يفصل بينهما عدد من الأقواس . النصف المسقف يسمى "إيكومار" ، النصف المفتوح يحتوي بأحد زواياه على الفتحة المطلة على الطابق الأرضي ، و تكون محاطة بعتبة صخرية تتوسطها قضبان معدنية ، و لها نفس فوائد عتبة مدخل الدار  . الجزء المسقف " إيكومار " يحمل مع الغرف السطح الذي تقضي فيه الأسرة ليالي الصيف ، و تخزن في جانب منه الحطب اللازم للطبخ و التدفئة . بالطابق الأول كذلك مرحاض إلى جانبه مغسل ، كما أن به مطبخا لمناسبات الأعراس و المآتم و ما أشبهها . أما الطابق التحت أرضي المسمى بـ " الدّهليز " فالأدراج المؤدية إليه تكون من مدخل الدار ، و هو مكان مكيّف طبيعيا ، حيث يكون باردا صيفا ، و دافئا شتاءا ، و يستعمل كمكان للنوم عادة .يستعمل المِزابيون  في بنائهم  الأقواس  ، و تحتوي الأقواس غالبا على كوات صغيرة ، تفيد كحوامل أو رفوف لوضع الآلات المضرة للصبيان و غيرها ،لا تزال معظم المنازل الواقعة خلف سور المدينة المِـزابية محتفظة بنفس الطراز القديم السابق ذكره إلى الآن ، سوى بعض التعديلات البسيطة التي أدخلت عليها حديثا ، كالبلاط ، و الكهرباء و الغاز ، بينما تحتفظ البيوت الحديثة بأساسيات الطراز المعماري التقليدي إلى حد بعيد

Picture

رفوف أدوات الطبخ و اللوازم المنزلية

Picture

مطبخ مزابي

Picture

مربط العنزة

بعض القواعد التي تحترم عند بناء المنازل :
هناك قواعد عامة و موانع في الفن المعماري المزابي أصدرها مجلس عمي سعيد (قديما) يلتزم بها كافة السكان  منها :
- أن علو الدار لا يفوق 15 ذراعا
- لا يسمح بإقامة الجدار على حدود السطح من الناحية الشرقية أو الغربية له كي لا يحرم الجار من ضوء الشمس ضحى و عشية
- لا يجوز إسناد الدرج إلى جدار الجار إلا بإذنه ، و كذا المستراح أو مرابط الدابة إلا إذا سبق أحدهما الآخر ، فلا حق للجار الجديد أن يلزم جاره بتغيير الوضعية السابقة
- لا يحدث أحد نافذة مهما كانت مساحتها إلا برخصة من الجيران ليحددوا له المكان الذي يمكن أن يحدث فيه هذه النافذة أو الكوة
- في كل مدينة يعيَّن أمينان في عرف البناء ، إليهما ترفع الشكايات فيما يتعلق بالبناء
إن الوصف السابق ينطبق على الدار الكاملة التي مساحتها نحو 100 متر مربع تقريبا . هناك عدد كبير من المنازل أقل اتساعا ،  و تسمى بنصف دار  ، مساحتها نحو 50 مترا مربعا  ، إن بني مْزاب  لم يشيدوا منزلا في أي مدينة من مدنهم ، إلا و رئيس جماعة البلدة لا يمتاز عن سواه لا في ملبسه و لا في مأكله و لا في سكناه ، و إن اتسعت داره فلكثرة عياله ، و هذا يدل ثانية على الروح الإسلامية التي أثرت على المزابيين في جميع جوانب حياتهم 

Picture

مـــدخل قاعة تيـزفـري

Picture

معلاق ، و عليه مفاتيح الدار و قربة شرب الماء

 الواحة
لكل مدينة من مدن مْزاب واحة متفاوتة الإتساع ، تحوي داخلها على مجموعة من السدود و الآبار و منشآت الري  ، و المساكن التي تسمى : تَــزْرِيـــبْـتْ بالمزابية . هذه المساكن تأوي إليها العائلات لقضاء فصل الصيف الحار ، للتمتع بلطافة الجو ، و لتجنيب رب الأسرة الرجوع الى أهله بعد تعب اليوم معرضا نفسه الى لفحات الشمس الوقادة . ولا يعني هذا أن المرأة المزابية تقضي فصلا كاملا في الراحة تحت ظلال النخيل و الكروم ، بل إنك لتجد في مقدمة الأثاث الذي يُرحّل الى الواحة ، الى جانب الضروريات من الفرش و الأواني ، منسجا أو منسجين مع طاقم آلات الغزل ، لذلك فان الهندسة المعمارية لمسكن الواحة لا تختلف كثيرا عنها في منزل المدينة ،  فهناك تشابه كبير بين طابقيهما الأرضيين ، أما بالنسبة للطابق الأول فمعظمه سطح لعامة الأسرة تقضي فيه الليل في الهواء الطلق ، يحيط به جناح مسقف و غرفة أو غرفتان ، لكل منهما أدرج خاصة تؤدي إلى سطح صغير يعلو الغرفة 

مواد البناء
- الحجارة المقتلعة من طبقات الصخور الكلسية البيضاء
- نوع من الجبس يسمى " تِمْشَمْتْ " يستخرج من الهضبة الكلسية على عمق متر واحد تقريبا , و يعالج في أفران لمدة 24 ساعة
- الجير الذي يعالج في أفران معدل ارتفاعها متران ، يستهلك من الحطب 5 أضعاف ما تحتاجه التمشمت
- الرمل غير الصلصالي ، يستخرج من مجاري الأودية
- النخلة ، و يستعمل منها للبناء جذعها و جريدها و سعفها
و قد كان المزابيون يعتمدون في بنائهم على المواد المحلية المتوفرة و يكتفون بها ، و لايستعملون مواد غير معروفة أو مستوردة
و هذا شريط فيديو يوضح بعض من الهندسة المعمارية لمنطقة واد مزاب